{فَإِنِ استكبروا} عن الامتثالِ {فالذين عِندَ رَبّكَ} من الملائكة {يُسَبّحُونَ لَهُ بالليل والنهار} أي دائماً {وَهُمْ لاَ يَسْئَمُونَ} لا يفترُون ولا يَملّون. وقرئ: {لا يِسْأمُون} بكسرِ الياءِ.{وَمِنْ ءاياته أَنَّكَ تَرَى الأرض خاشعة} يابسةً متطامنةً مستعارٌ من الخشوع بمعنى التذللِ {فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الماء} أي المطرَ {اهتزت وَرَبَتْ} أي تحركتْ بالنبات وانتفختْ، لأنَّ النبتَ إِذَا دَنا أنْ يظهرَ ارتفعتْ له الأرضُ وانتفختْ ثم تصدعتْ عن النباتِ، وقيلَ: تزخرفتْ بالنباتِ. وقرئ: {رَبَأَتْ} أي ارتفعتْ {إِنَّ الذى أحياها} بما ذُكِرَ بعدَ موتِها {لَمُحْىِ الموتى} بالبعث {أَنَّهُ على كُلّ شَىْء} من الأشياءِ التي منْ جُملتها الإحياءُ {قَدِيرٌ} مبالغٌ في القُدرة.{إِنَّ الذين يُلْحِدُونَ} يميلونَ عن الاستقامةِ. وقرئ: {يُلحدون} {وَإِذَا رَأَيْتَ} بالطعنِ فيَها وتحريفُها بحملها على المحاملِ الباطلةِ {لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} فنجازيَهم بإلحادِهم. وقولُه تعالَى: {إِنَّ الذين يُلْحِدُونَ فِى ءاياتنا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يلقى فِى} تنبيةٌ على كيفيةِ الجزاءِ {اعملوا} من الأعمال المؤديةِ إلى ما ذُكِرَ من الإلقاءِ في النارِ والإتيانِ آمناً، وفيه تهديدٌ شديدٌ {تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} فيجازيكُم بحسبِ أعمالِكم. وقوله تعالى: {إِنَّ الذين كَفَرُواْ بالذكر لَمَّا جَاءهُمْ} بدلٌ من قولِه تعالى إنَّ الذينَ يُلحدونَ إلخ وخبرُ إنَّ هُو الخبرُ السابقُ وقيلَ: مستأنفٌ وخبرُها محذوفٌ وقالَ الكِسائِيُّ: سدَّ مسدّه الخبرُ السابقُ، والذكرُ القرآنُ. وقولُه تعالى {وَإِنَّهُ لكتاب عَزِيزٌ} أي كثيرُ المنافعِ عديمُ النظيرِ، أو منيعٌ لاَ تتأتَّى معارضتُه. جملةُ حاليةٌ مفيدةٌ لغاية شناعةِ الكُفرِ بهِ.